صالح الراشد

قرار غريب اتخذه نادي الكويت بالغاء عقد المدير الفني عبد الله ابو زمع على الرغم من أنه سطر ملحمة تاريخية مع الفريق في هذا الموسم, فالفريق ظفر بكاس السوبر ثم ابحر في صدارة الدوري بفارق كبير عن أقرب مطاردية وصل الى '8' نقاط مع بقاء'8' جولات للدوري, وهذا يعني ان الفريق هو الأقرب للاحتفال بالفوز باللقب.

الغاء العقد جاء كتقليد للطريقة العربية الأصيلة في التعامل مع النهج والفكر الرياضي من خلال ابعاد المدرب اذا خسر في لقاء جماهيري, وهو نفس السبب الذي أوجد التراجع العربي الرياضي, كون هذا الأمر تقليد عربي لا يقتصر فقط على نادي الكويت بل يتم ممارسته لدى عديد الفرق في الاردن.

ابعاد ابو زمع جاء بعد خسارة الكويت أمام القادسية وظهور محلل على القنوات التلفزيونية يمتلك نفس الكاريزما للمحللين الاردنيين الذي في غالبيتهم لا يعرفون التحليل المنطقي الحيادي, وشن هذا المحلل الخبير هجوما لاذعا على ابو زمع متهما اياه بأنه لم يقوم باحداث أي فرق في مستوى الفريق, وبالتالي يكون السؤال للمحلل , كيف تصدر فريق الكويت الدوري بفارق '8' نقاط اذا لم يصنع ابو زمع الفارق , أعتقد ان الهجوم الذي تعرض له ابو زمع كانت الغاية منه ابعاده من منصبة ليس الا , والاغرب ان ادارة النادي تجاوبت مع المحلل بشكل سريع واقالت المدير الفني.

ما حصل مع ابو زمع في الكويتي الكويتي لن يغير من نظرتنا اليه , فهو أحد أكفأ المدربين محليا وعربيا, ويكفي أن الانجازات ترافق ابو زمع حيثما حل, فمع الوحدات صنع فريقا وتوج بالالقاب وانسحب الأمر على تجربته في الكويت فأحرز لقبا فيما أنجز ثلثلي المهمة للفوز باللقب الاخر .

الأهم من الرياضة هي لغة الفرسان التي تعامل بها ابو زمع مع الحدث فقد قدم شكره الى مجلس الادارة واللاعبين وغادر مرفوع الهامة محفوظ الكرامة, لأن هذه مدرستنا كما أن الاشقاء في الكويت تصرفوا بعقلية احترافية في مجال الالتزام بالعقد, فانتهى الأمر بكل هدوء.

ابو زمع سيعود الى الاردن وهذا يجعل عديد المدربين يخشون على مناصبهم لأن عديد الأندية تحلم بأن يتولى ابو زمع مهمة الاشراف على فرقها الكروية, وربما نجده مع المنتخب الوطني رفيقا الى جمال أبو عابد كما كان في السابق.